الأربعاء، 29 يونيو 2011

أربعون عاما ً و بعض ٌ مما . . .


bonaval2

وقفا معا ً على الدرجة الأولى ، شاب ٌ في العقد الثاني من الحياة و إلى جانبه ِ رجل ٌ أربعيني . الشاب ُ كان َ يرى المشوار إلى أعلى الدرج مجرّد مرحلة ٍ ستنتهي بوصوله إلى الدرجة الأخيرة ؛ مشوار الألف ميل يبدأ في آذار ، أمّا الرجل الأربعيني فكان َ على يقين بأنّ كلّ درجة ٍ ستكون ُ أصعب من الدرجة التي قبلها و أنّ نهاية المشوار مجهولة و من تعرفه ُ أفضل مِن مَن تتعرّف عليه في آذار.

في الأعلى ، كان الشاب يرى أرضا ً خصبة ً ستثمر ُ كلّ ما يزرعه ُ فيها ، كان َ يستطيع ُ كلّما أغمض َ عينيه أن يرى نفسه ُ يزفّ ابنته ُ الحريّة إلى زوجها المستقبل لينجبان له ُ أبناء من شعب ٍ و كرامة . أمّا الرجل الأربعينيّ فكان َ على يقين بأنّه ُ ليس َ في الأعلى سوى الخراب ، ففي الأعلى لا حياة لجبروته ِ و لا خوف َ من تسلّطه.

الشاب كان َ يؤمن بأنّه ُ سيفقد ُ ، و هو َ يحاول ُ ألّا يتعثّر َ و ينصاع َ لحجارة الطريقً ، عدداً من شقائق النعمان التي جمعتها أمّه ُ . الرجل الأربعينيّ كان َ بدوره ِ يصدّق أمنيته بأنّ شقائق النعمان تلك هي ليست أكثر من أشواك تستحقّ الحرق.

عندما وضع َ الشاب قدمه ُ على الدرجة الأولى ، كان َ يرى أمامه ُ الدرجة الثانية ، الرجل الأربعينيّ كان َ ينكر ُ وجود َ الدرج.

الشاب من مواليد 15 آذار ، الرجل الأربعينيّ من مواليد 8 آذار و بين َ 8 و 15 آذار أربعون َ عاما ً و بعض ٌ مما . . .

هناك تعليق واحد: